غزة- عام من الألم والمعاناة في ظل صراع إقليمي متصاعد
المؤلف: رامي الخليفة العلي11.16.2025

الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب المأساوية في غزة، والتي اندلعت في السابع من أكتوبر، تجلب معها فيضًا من الأحزان والآلام العميقة، وتكشف بجلاء عن واقع الصراع المرير والمستمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والذي اتخذ أبعادًا أكثر تعقيدًا وتجعل إيجاد حلول له أمرًا بالغ الصعوبة. فمنذ ذلك اليوم المشؤوم، شهد قطاع غزة دمارًا هائلًا وشاملًا، خلف وراءه أعدادًا مروعة من الضحايا الأبرياء، حيث تجاوز عدد الشهداء 42,000 شهيد، بالإضافة إلى وجود أكثر من 10,000 مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا، وأكثر من 100,000 جريح يعانون من إصابات بالغة. هذا العدد الهائل من الضحايا يعكس بوضوح حجم المأساة التي يعيشها سكان القطاع المحاصر، والذين يواجهون نقصًا فادحًا في أبسط مقومات الحياة الأساسية، مثل الغذاء والدواء والمياه النظيفة، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية بالفعل. لقد أصبحت الحياة اليومية في غزة صراعًا مريرًا من أجل البقاء على قيد الحياة، في ظل الإمكانيات الضئيلة والحلول المستدامة الغائبة لتخفيف معاناة المدنيين الأبرياء. إن تصاعد وتيرة التوترات في المنطقة، وخاصة بين إيران وإسرائيل، يشكل تهديدًا خطيرًا لاستقرار الشرق الأوسط بأكمله، حيث تتجه الأمور نحو احتمال نشوب مواجهة شاملة قد تكون ذات عواقب وخيمة على المنطقة برمتها. فالتصعيد المتواصل في الخطاب السياسي والعمليات العسكرية يزيد من اتساع الفجوة بين الأطراف المتنازعة، ويعزز من احتمالات اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق، قد يمتد ليشمل دول الجوار ويعيد تشكيل الخريطة السياسية للتحالفات والتوترات في المنطقة.
إن الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر والرد الانتقامي المدمر من قبل الجانب الإسرائيلي، قد حولا الصراع من كونه نزاعًا تقليديًا حول الحدود إلى نزاع وجودي يهدد بقاء الطرفين. هذا التحول الخطير يضع الطرفين في مواجهة معادلة صفرية، حيث لا يبدو أن هناك أفقًا لنزع فتيل التصعيد أو رغبة حقيقية في التوصل إلى حلول وسط ترضي الطرفين. وبذلك، أصبحت المنطقة بأسرها رهينة لهذا الصراع الذي لا يعرف سوى التصعيد المستمر والدمار الشامل المتبادل. وعلى الرغم من العدالة الراسخة في القضية الفلسطينية والحل العادل الذي طرحته المبادرة العربية عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، إلا أن جزءًا كبيرًا من الصراع الحالي لا يرتبط بشكل مباشر بهذه القضية الجوهرية، بل يرتبط بالنزاع الإقليمي الأكبر والأكثر تعقيدًا بين إسرائيل وإيران، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق الهيمنة المطلقة والنفوذ الواسع في المنطقة، بينما تدفع شعوب المنطقة الثمن الأكبر والأفدح في هذه المعادلة الظالمة.
على مر العقود الماضية، نفذت إسرائيل العديد من العمليات العسكرية المدمرة، بدءًا من تدمير بيروت الغربية في الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، مرورًا بقصف الضاحية الجنوبية في لبنان عام 2006، وصولًا إلى تدمير قطاع غزة مرارًا وتكرارًا. ولكن من الواضح تمامًا أن هذه العمليات العسكرية المتكررة لم تجلب الأمن والسلام المنشود لإسرائيل أو للمنطقة بأسرها، بل أدت إلى زيادة حدة التوتر وزرعت بذور الصراع في كل زاوية وركن. إن السلام الحقيقي والدائم لا يمكن أن يتحقق إلا على أسس العدل والمساواة والأمن المتبادل واستعادة الحقوق المشروعة لأصحابها. أما التنظيمات التي لا تتبع دولة والتي تنتشر في منطقتنا المضطربة فهي لا يمكن أن تكون الحل، فهي ليست أكثر من أذرع لقوى إقليمية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة، ولكن المحاولات الإسرائيلية لاجتثاثها أمنيًا وعسكريًا فقط هي محاولة فاشلة ومحكوم عليها بالفشل إذا لم يتم بناء أرضية سياسية صلبة وقوية تقوم على حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً. ولكن هذا لن يحدث في ظل وجود حكومة إسرائيلية متطرفة تفتخر علنًا بأنها أجهضت حل الدولتين وتعتمد خطابًا عنصريًا متطرفًا يرفض الاعتراف بحقوق الفلسطينيين.
في النهاية، يبدو أن مأساة شعوب المنطقة تتفاقم وتتعمق يومًا بعد يوم، وكأن العام الماضي كان مجرد بداية لمسلسل طويل من العنف والوحشية، مع وعود بمزيد من الألم والمعاناة التي لا تحتمل. إن غياب الحلول السياسية العادلة سيُبقي المنطقة في دوامة لا تنتهي من الصراعات المستمرة، وما الحلول الجزئية والمؤقتة إلا مرحلة هدوء وانتظار للمعركة القادمة التي قد تكون أكثر دموية وعنفًا وتدميرًا من سابقاتها.
إن الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر والرد الانتقامي المدمر من قبل الجانب الإسرائيلي، قد حولا الصراع من كونه نزاعًا تقليديًا حول الحدود إلى نزاع وجودي يهدد بقاء الطرفين. هذا التحول الخطير يضع الطرفين في مواجهة معادلة صفرية، حيث لا يبدو أن هناك أفقًا لنزع فتيل التصعيد أو رغبة حقيقية في التوصل إلى حلول وسط ترضي الطرفين. وبذلك، أصبحت المنطقة بأسرها رهينة لهذا الصراع الذي لا يعرف سوى التصعيد المستمر والدمار الشامل المتبادل. وعلى الرغم من العدالة الراسخة في القضية الفلسطينية والحل العادل الذي طرحته المبادرة العربية عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، إلا أن جزءًا كبيرًا من الصراع الحالي لا يرتبط بشكل مباشر بهذه القضية الجوهرية، بل يرتبط بالنزاع الإقليمي الأكبر والأكثر تعقيدًا بين إسرائيل وإيران، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق الهيمنة المطلقة والنفوذ الواسع في المنطقة، بينما تدفع شعوب المنطقة الثمن الأكبر والأفدح في هذه المعادلة الظالمة.
على مر العقود الماضية، نفذت إسرائيل العديد من العمليات العسكرية المدمرة، بدءًا من تدمير بيروت الغربية في الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، مرورًا بقصف الضاحية الجنوبية في لبنان عام 2006، وصولًا إلى تدمير قطاع غزة مرارًا وتكرارًا. ولكن من الواضح تمامًا أن هذه العمليات العسكرية المتكررة لم تجلب الأمن والسلام المنشود لإسرائيل أو للمنطقة بأسرها، بل أدت إلى زيادة حدة التوتر وزرعت بذور الصراع في كل زاوية وركن. إن السلام الحقيقي والدائم لا يمكن أن يتحقق إلا على أسس العدل والمساواة والأمن المتبادل واستعادة الحقوق المشروعة لأصحابها. أما التنظيمات التي لا تتبع دولة والتي تنتشر في منطقتنا المضطربة فهي لا يمكن أن تكون الحل، فهي ليست أكثر من أذرع لقوى إقليمية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة، ولكن المحاولات الإسرائيلية لاجتثاثها أمنيًا وعسكريًا فقط هي محاولة فاشلة ومحكوم عليها بالفشل إذا لم يتم بناء أرضية سياسية صلبة وقوية تقوم على حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً. ولكن هذا لن يحدث في ظل وجود حكومة إسرائيلية متطرفة تفتخر علنًا بأنها أجهضت حل الدولتين وتعتمد خطابًا عنصريًا متطرفًا يرفض الاعتراف بحقوق الفلسطينيين.
في النهاية، يبدو أن مأساة شعوب المنطقة تتفاقم وتتعمق يومًا بعد يوم، وكأن العام الماضي كان مجرد بداية لمسلسل طويل من العنف والوحشية، مع وعود بمزيد من الألم والمعاناة التي لا تحتمل. إن غياب الحلول السياسية العادلة سيُبقي المنطقة في دوامة لا تنتهي من الصراعات المستمرة، وما الحلول الجزئية والمؤقتة إلا مرحلة هدوء وانتظار للمعركة القادمة التي قد تكون أكثر دموية وعنفًا وتدميرًا من سابقاتها.
